جانب من المؤتمر العالمي الأول عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة القضايا الإسلامية

 

 

«الاقتصادية» من المدينة المنورة الثلاثاء 15محرم1432هـ الموافق 21 ديسمبر2010العدد6280الثلاثاء 15 محرم 1432 هـ.الموافق21 ديسمبر 2010العدد 6280الثلاثاء 15 محرم 1432 هـ.الموافق21 ديسمبر 2010العدد 6280

تواصلت جلسات المؤتمر العالمي الأول عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة القضايا الإسلامية الذي تنظمه الجامعة الإسلامية بالتعاون مع دارة الملك عبد العزيز تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لليوم الثاني، واستمر المشاركون في طرح بحوثهم في المحور الثاني الذي جاء بعنوان: جهود المملكة في خدمة قضايا المسلمين في العالم، والمحور الثالث تحت عنوان ''جهود المملكة في دعم المنظمات والجمعيات والجامعات العربية والإسلامية''، والمحور الرابع الذي يبحث ''جهود المملكة في خدمة القضايا الثقافية الإسلامية والتعريف بالإسلام''.

باحث عراقي: موقف علماء المملكة من العراق رصين ومحايد

أثرى المشاركون في الجلسة الثانية البحوث المطروحة التي تركزت حول جهود المملكة في دعم قضايا المسلمين في العالم، إذ أيّد الدكتور محمد النجيمي أستاذ الأنظمة في كلية الشريعة في الجامعة الباحثَ العراقي الدكتور أحمد الجنابي على بيانه الموقف الصحيح لعلماء المملكة عما يجري في العراق وخصوصاً أن هناك من يشكّك في دورهم ويصفه بالسلبي. وأكّد أن موقفهم اتصف دائماً بالرصانة والدقة والحياد التام سواء في ما يجري في العراق أو غيرها. ودعا الدكتور عبد الله بن صالح العثيمين الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية في مداخلته إلى استنهاض المسلمين لإنقاذ الأقصى من التهويد، كما أشاد بوقوف المملكة مع الشعب الجزائري إبّان الاستعمار وتحدُّثها عنه رسميًّا حتى نال استقلاله.

وفي مداخلة للدكتور أحمد بن عمر الزيلعي قال إن المملكة كان لها دور فاعل في تخفيف الحظر الذي كان مفروضاً على الجماهيرية الليبية حين استقبل الحجاج الليبيين، معللة ذلك بأن الحج حالة خاصة ولا يمكن منع المسلمين منه بأي وسيلة، وهو ما أيّده الباحثُ المغربي الدكتور إدريس لكريني الذي قال إن موقف المملكة هذا كان مدخلاً شجّع كثيراً من الدول لكسر هذا الحظر مثل جنوب إفريقيا، وهو ما مهد الأجواء للرفع الكلي لهذا الحظر فيما بعد.

الباحث الشمري: الجامعة حولتنا إلى ديكورات

وفي الجلسة الثالثة اعترض الباحث عبد الله الشمري على الأسلوب الذي اتخذته الجامعة الإسلامية في قراءة البحوث وعرضها نيابة عن الباحثين في المؤتمر، وقال: أصبحنا ديكورات، وشعرت أنني معوق، لأنه يقرأ عني وأنا سليم، مؤكداً أن الباحث قد يكون لديه خبرات علمية وشخصية وسياسية تضيف إلى ما كتبه في البحث، وهو الاعتراض الذي أجاب عنه الأستاذ الدكتور عيد بن سفر الحجيلي وكيل الجامعة للدارسات العليا بأن الجامعة لم تقدم على هذا النهج إلا بعد دراسة ونظر، وهي تلبي رغبة جميع المشاركين في تقديم اختصارات بحوثهم، التي فاقت المائة بحث. وأشار إلى أن هذه الطريقة وجدت معارضة من قبل باحثين في مؤتمرات سابقة، إلا أن أغلبهم بحسب الحجيلي أعجبوا بها، وخصوصاً أنه يُتاح للباحثين فرصة للإضافة والإجابة على الأسئلة والمداخلات المتعلقة بموضوع بحثهم. وخالف الباحث ناصر الأسمري ما ذهب إليه الشمري وقال بأن الجامعة الإسلامية ابتكرت طريقة هي نقلة جديدة ونوعية أكاديميا.

إشادة تركية بالمتطوعين السعوديين في الحرب مع إسرائيل 1948

أشاد الدكتور درادكة من تركيا بدور المتطوعين السعوديين في الحرب مع إسرائيل منذ عام 1946م، (أي قبل إعلان قيام الدولة العبرية)، وأنه وصل عددهم في الرياض وحدها إلى ألفي متطوع. من جانبه أكد الدكتور محمد الزحيلي من جامعة الشارقة، أن موضوع الأقليات المسلمة موضوع خطير وحساس ومهم جدًّا، وعدد المسلمين في بلاد الأقليات يتجاوز 700 مليون مسلم، وأكثرهم من أهل تلك البلاد الأصليين، بل هي أكثرية في بعض البلاد ولكن المحتل سلم السلطة لغير المسلم ليتحكم في المسلمين فصاروا أقلية. وجهود المملكة في رعاية الأقليات جهود تذكر فتشكر.

وفي رد على مداخلة بعض الحضور ذكر الدكتور القحطاني أنه كان هناك بون شاسع بين شخصية روزفلت وترومان، أما روزفلت فقد كان منصفاً مع القضية الفلسطينية إلى حد ما، ومتضامناً مع الملك عبد العزيز، وأما ترومان فوقوفه مع الجانب الصهيوني كان واضحاً جدًّا، وأن بريطانيا تتحمل مسؤولية كبيرة في ضياع فلسطين. وذكر الدكتور عبد الغني زهرة، أن الثمار تولد ثماراً، وأن من ثمار جهود المملكة مفتي المسلمين في أوغندا حيث ثقفته المملكة وخرجته في جامعاتها فصار أكبر رمز لوحدة المسلمين هناك، مع أن الأعداء يركزون على تشويه سمعة حكامها وعلمائها لدى الشعب، ولكن جهود المملكة في تثقيف أبناء أوغندا وقفت في وجوههم.

القضية الفلسطينية أساس القضايا الإسلامية

تمثلت الجلسة التي ترأسها رئيس المحكمة الإدارية في المدينة المنورة الدكتور محمد بن عبد القادر شيبة الحمد، وشارك فيها 11 باحثا من سورية وتركيا والأردن ومصر والسعودية بعدد من البحوث جميعها أبرزت الجهود التي تقدمها المملكة في خدمة القضايا الإسلامية.

وأجمع الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والأستاذ الدكتور عادل بن علي الشدي، خلال مداخلتهما في الجلسة على الجهود التي قدمتها المملكة في قضية نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، والآليآت والإعدادات والجوائز التي برزت في هذا الجانب.

في حين دعا الدكتور هاشم إلى تشجيع الأبناء لتقديم صورة كبرى عن الإسلام وعن الرسول، والعمل على الغرس في نفوسهم أن هذا الدين هو دين السماحة، مطالبا الجميع بعدم التحاور مع بعضهم البعض في هذا الجانب، بل على الجميع أن يظهر هذا التحاور أمام العالم كي يتمكنوا من الحد من التطاول على هذا الدين الحنيف وعلى خاتم الأنبياء.

في حين دعا الدكتور الشدي إلى تطبيق المشروع السعودي لنصرة الرسول خلال 50 عاما القادمة يقوم على اختيار نخبة من رجال الدين والباحثين وإعداد الدراسة والتخطيط والبدء الفعلي في التطبيق.

وطالب أحد المشاركين بإقامة مركز معلومات ودراسات عن جهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية، ليسهل على الباحثين سرعة الوصول إلى أي معلومة يرغبون في الوصول إليها خلال بحثهم وإعدادهم.

في حين تمثلت مداخلة الدكتورة فاتن حلواني في جامعة الملك عبد العزيز، في أن يكون هناك إفراد لجهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية كل ملك من ملوك المملكة على حدة. وطالبت الدكتور حلواني بتسليط الضوء على عهد الملك فيصل ـ رحمه الله ـ والحكمة الفيصلية وجهوده ـ رحمه الله ـ آنذاك في خدمة قضايا المسلمين وخصوصاً قضية فلسطين ومواقفه، والذي يستحق أن يدون بماء الذهب ليكون خالدا على مدى الدهور. كما طالبت الدكتورة حلواني بالعمل على تسليط الضوء على جهود المملكة في دعم البوسنة والهرسك منذ توحيد المملكة وحتى الوقت الحالي، والذي يعكس صورة مشرفة للدور الذي تقوم به هذه الحكومة في الاهتمام بالقضايا الإسلامية.

الإعلامية أمينة الفتاوى تساءلت خلال مداخلتها عن مدى تمكن المؤتمر من عكس دور المرأة في التواصل، ودعم هذه الجهود والقضايا الإسلامية.

رحيل باحث هندي قبيل مشاركته

رحل الباحث الهندي مقتدى محمد ياسين قبيل يومين من قدومه إلى المملكة لإلقاء بحثه ضمن قافلة الباحثين المشاركين في مؤتمر (جهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية) المنعقد في الجامعة الإسلامية، والذي يختتم أعماله اليوم. وأبلغ رئيس الجلسة الخامسة في المؤتمر الدكتور عبد العزيز بن سعود العنزي الباحثين المشاركين في الجلسة بوفاة زميلهم في بداية الجلسة وظل مقعده خالياً، إلا أن بحثه الذي حمل عنوان (المنح الدراسية المقدمة من المملكة العربية السعودية للطلاب المسلمين في الجامعات) لم يغب حيث أخذ دوره ضمن قائمة الأبحاث المدرجة في الجلسة.

وخلال الجلسة أكد أمين عام الندوة العالمية للشباب الإسلامي، انحسار الدور السعودي في المجال الإغاثي الإنساني والاجتماعي خلال السنوات التسع الماضية، وقال بأن أحداث 11 سبتمبر ألقت بظلالها على الجهود التي كانت تبذلها المملكة في أقطار العالم كافة، وأنها شهدت تراجعاً شديداً, وأضاف الدكتور اللهيبي: الناس يريدون المملكة، ويعترفون بألسنتهم بدورها وجهودها، ونحن نريد أن نقف وقفة شجاعة ونقول ما الذي جرى فأعداؤنا يريدون أن نوقف مشروعنا، ولكن الأصدقاء أيضاً يطلبون أن يستمر هذا المشروع الإنساني الإغاثي''.

وانتقد الدكتور الوهيبي طريقة إلقاء البحوث خلال المؤتمر، واقترح بأن يتولى الباحث عرض بحثه مع التأكيد على الزمن المخصص لكل باحث، حرصاً على سرد ما يتضمنه البحث من بنود ومحاور. من جانبه، امتدح الدكتور عبد المهيمن محمد من جمهورية النيجر، الدور السعودي في العمل الإغاثي والإنساني لشعوب إفريقيا، وقال تعقيباً على بحثه عن ''دور الندوة العالمية للشباب الإسلامي في هذا الجانب ''أتحدث باسم إفريقيا، نعترف بحجم الدور الذي تقدمه المملكة لشعوب إفريقيا ولا يمكن لأحد إنكاره، وبقدر أهمية هذا الدعم الإغاثي، إلا أننا نحتاج إلى دعم في المجال التربوي والتعليمي يوازي الدعم الإنساني والإغاثي لدول وشعوب إفريقيا المسلمة.

وعرج الباحث البحريني عبد الله بن خميس السليطي، على حجم الدعم السعودي للبنك الإسلامي للتنمية وقال ''قدمت المملكة تسهيلات ومساعدات فنية منذ إنشاء البنك، فقد بلغ حجم التمويل التراكمي الذي قدمته السعودية للبنك الإسلامي للتنمية منذ تأسيسه حتى عام 1428هـ، 51 مليار دولار أمريكي, فيما بلغت مساهمة المملكة في 25 في المائة من رأسمال البنك عند صدور قرار إنشائه. وأضاف السليطي : دعمت المملكة حماية واستقلالية البنك في مزاولة عمله وفتح الحسابات دون أخذ موافقات رسمية، وأسهمت في إيجاد حصانات وإعفاءات جمركية لمنسوبي البنك, واحتضنت مقره. وقدمت امتيازات بيع وشراء سندات الهدي والأضاحي للبنك دعماً لمسيرته، وللعمل التنموي والإنساني للشعوب الإسلامية. فيما أشار الدكتور عدنان خليل باشا إلى أن المملكة أسقطت ديونها لدى 11 دولة إسلامية بمبلغ يفوق ستة مليارات دولار أمريكي دعماً لاقتصاديات تلك الدول, فيما استفادت 73 دولة في مختلف أنحاء العالم من المساعدات السعودية في مجالات إنسانية وتعليمية وتدريبية، قدمتها هيئات ومؤسسات إسلامية ترعاها المملكة. وأكد أن الدور السعودي الإغاثي الذي يقوده حالياً خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يتولى تقديم العون والمساعدة عربياً وإقليمياً ودولياً، ويتميز بسرعة الاستجابة للأزمات وانعدام الشروط السياسية والمصالح الخفية. وقال عدنان باشا من هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بأن منظمة الأمم المتحدة أصدرت أخيراً تقريراً أكدت خلاله أهمية الدور الذي تضطلع به المملكة في أقطار العالم كافة, وأشارت خلاله المنظمة الدولية إلى أن المملكة قدمت ما مقداره 2 في المائة من إجمالي دخلها القومي العام الماضي كمساعدات إنسانية وإغاثية للدول والشعوب الإسلامية في كل أنحاء العالم، متقدمة بذلك على كل دول العالم بما فيها الولايات المتحدة.


آخر تحديث
10/3/2016 2:24:05 AM